الفحوصات الضرورية خلال فترة الحمل للاطمئنان على صحة الجنين

يُعتبر الحمل من الفترات الحساسة في حياة المرأة، ويتطلب رعاية خاصة لضمان صحة الأم والجنين. من أهم وسائل المتابعة الطبية خلال الحمل هي الفحوصات الطبية الدورية، التي تساعد في الكشف المبكر عن أي مشكلات محتملة واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية صحة الجنين. في هذا المقال، سنستعرض الفحوصات الضرورية التي يجب على الحامل إجراؤها، مع الإشارة إلى أهميتها وتوقيتها خلال الحمل.

1. الفحوصات الدموية الأساسية

أ. تحليل الدم الشامل (CBC - Complete Blood Count)

يُجرى تحليل الدم الشامل في بداية الحمل لمراقبة مستويات الهيموغلوبين وكريات الدم الحمراء، والتأكد من عدم وجود فقر دم. كما يساعد هذا التحليل في الكشف عن أي التهابات أو اضطرابات دموية أخرى قد تؤثر على صحة الأم والجنين.

ب. فحص فصيلة الدم وعامل الريسوس (Rh Factor)

يتم تحديد فصيلة دم الأم وعامل Rh لتجنب مضاعفات ناتجة عن عدم توافق دم الأم مع دم الجنين، خاصة إذا كانت الأم سالبة العامل والجنين موجب العامل. في هذه الحالة، قد يتم إعطاء الأم حقنة خاصة لمنع تكوين أجسام مضادة قد تؤثر على الحمل الحالي أو المستقبل.

ج. فحص مستوى السكر في الدم

يتم قياس مستوى السكر في الدم للكشف عن مرض السكري الحملي، وهو حالة يمكن أن تؤثر على صحة الأم والجنين إذا لم تتم السيطرة عليها. يتم هذا الفحص عادة بين الأسبوع 24 و28 من الحمل.

د. فحص وظائف الكلى والكبد

يُجرى هذا الفحص للتأكد من أن الكلى والكبد يعملان بشكل سليم، لأن الحمل قد يزيد من الضغط عليهما.

2. الفحوصات الهرمونية

أ. فحص هرمون الحمل (hCG)

يتم قياس مستويات هرمون الحمل في بداية الحمل للتأكد من أن الحمل يسير بشكل طبيعي.

ب. فحص الغدة الدرقية

يُعد فحص هرمونات الغدة الدرقية (TSH وT4) مهمًا، حيث يمكن أن تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية على تطور الجنين.

3. الفحوصات الوراثية والتشخيصية

أ. الفحص المدمج الأولي (First Trimester Screening)

يتم بين الأسبوع 11 و14 من الحمل، ويتضمن فحص الدم والموجات فوق الصوتية لتقييم مخاطر الإصابة بمتلازمة داون أو غيرها من الاضطرابات الوراثية.

ب. فحص الحمض النووي الخالي من الخلايا (NIPT - Non-Invasive Prenatal Testing)

يتم عن طريق أخذ عينة دم من الأم لتحليل الحمض النووي للجنين، ويُستخدم للكشف عن متلازمة داون وأمراض وراثية أخرى.

ج. بزل السلى (Amniocentesis) وفحص الزغابات المشيمية (CVS)

يُجرى في بعض الحالات لاختبار اضطرابات وراثية أو جينية، مثل التليف الكيسي أو متلازمة داون، ويكون أكثر دقة من الفحوصات غير الجراحية.

4. فحوصات الأمراض المعدية

أ. فحص الحصبة الألمانية (Rubella IgG Test)

يتم إجراء هذا الفحص للتأكد من أن الأم لديها مناعة ضد الحصبة الألمانية، التي قد تسبب تشوهات خلقية خطيرة في الجنين.

ب. فحص فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والزهري والتهاب الكبد

يُجرى للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيًا، لأن بعضها قد ينتقل إلى الجنين أثناء الولادة.

5. الفحوصات بالموجات فوق الصوتية (السونار)

أ. الفحص الأول بالموجات فوق الصوتية

يتم بين الأسبوع 6 و9 لتأكيد الحمل، والتحقق من وجود نبض قلب الجنين، والتأكد من موقع الحمل داخل الرحم.

ب. الفحص التفصيلي (Morphology Scan)

يُجرى بين الأسبوع 18 و22 لتقييم تطور الجنين، وفحص أعضائه، والتأكد من عدم وجود تشوهات خلقية.

ج. فحص نمو الجنين بالموجات فوق الصوتية

يتم في الثلث الأخير من الحمل لمراقبة نمو الجنين، وكمية السائل الأمنيوسي، وحالة المشيمة.

6. فحوصات إضافية حسب الحاجة

أ. اختبار تحمل الجلوكوز (Glucose Tolerance Test - GTT)

يتم في حالات الاشتباه بوجود سكري الحمل.

ب. اختبار السائل الأمنيوسي (Amniotic Fluid Test)

يُجرى عند الاشتباه بوجود مشكلات تتعلق بالسائل الأمنيوسي أو عند تأخر الولادة.

أهمية الفحوصات الطبية للحامل

تساعد الفحوصات الطبية خلال الحمل في:

• التأكد من سلامة الأم والجنين.
• الكشف المبكر عن أي مشكلات صحية.
• تحديد الإجراءات الوقائية أو العلاجية اللازمة.
• تقليل خطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة.

خاتمة

تعتبر الفحوصات الدورية خلال الحمل أمرًا أساسيًا لضمان صحة الأم والجنين. يُنصح جميع الحوامل بمتابعة مواعيد الفحوصات المقررة واستشارة الطبيب بشأن أي أعراض غير طبيعية. من خلال هذه الفحوصات، يمكن التعامل مع أي مشاكل محتملة في وقت مبكر، مما يضمن تجربة حمل آمنة وصحية.

المصادر:

1. Mayo Clinic - Prenatal Testing: www.mayoclinic.org
2. American Pregnancy Association - Pregnancy Tests: www.americanpregnancy.org
3. World Health Organization - Pregnancy Guidelines: www.who.int